بسبب ضعف وغياب وسائل الاتصال والترفيه قرى موريتانية هجر ت أوطانها دون أن تبرح المكان !!!

قد يكون السبق للدول الجوار : (السنغال ، ومالي) - فالسنغال على وجه التحديد في منطقة حوض النهر ومالي على مستوى النهر ووادي - كاركورو في توفير خدمات الاتصالات الثابتة من جهة ومن ثم وجود شبكة الهاتف النقال ( الجوال)فيما بعد من جهة أخرى وكذلك تعدد إذاعاتهم المحلية ذات البرامج الهادفة والتي استطاعت في وقت وجيز من استقطاب ساكنة حوض النهر المتعطشة لوسالوسائل الاتصال والترفيه (القنوات الاخبا ية)
لقد شكل وجود الهواتف الثابة بادئ ذي بدء في الجارة السنغالية فرصة ثمينة ومرحلة فارقة في تاريخ الاتصال بالنسبة لقري الضفة اليمنى للنهر السبنغالي( غابو،جوكنترو، سلو، أدياكلي ،گوري.....) حيث مكتتهم من الاتصال والتواصل مع أبنائهم في المهجر
مع بزوغ فجر الاتصالات في القارة السمراء وانشار شبكات الهاتف الجوال في كلا الطرفين حد من تلك الرحلات والأسفار والزحمة التي كانت تشهدها محلات الهواتف الثابة في الطرف الآخر (السنغال) غير أن ضعف ورداءة الشبكات الوطنية بسبب غياب أو تقصير سلطة التنظيم أو لأسباب نجهلها جعل المواطين يبحثون عن بدائل أكثر مزايا ونجاعة خصوصا في عصر السرعة والاعتماد على الإنترنت المحر ك الرئيس لوسائط التواصل الاحتماعي ذلك البحث الذي أعاد المواطن إلى المربع الأول في الاعتماد على شبكات الاتصال في الجوار (Orange'¶Alizé¶Malitel.....) لكن دون تنقل بدنيا. هذه المرة فاحتواء تلك الشبكات على خاصية الجيل الرابع (4G) الذي يتميز بسرعة التدفق كان مبررا كافيا لاقتناء شرائح تلك الشبكات بل أصبح ضرورة في نظر البعض
هي أمور من بين أخرى لفتت انتباه مستثمرين أجانب فسعوا بذلك إلى ملأ الفراغ الحاصل في خدمات الاتصال لجني الأرباح وذلك باقتناء علب الواي في (wi-fi) وتثبيتها على أسطح المنازل ومن ثم مشاركتها بين مجموعة من الأشخاص حسب طاقة تحمل كل علبة مقابل رسوم شهرية يدفعها الزبائن
فيما قام مستثمرين آخرين هنا في قرية أدياكلي ببلدية گوري التابعة لمقاطعةةغابو بانشاء شبكة قنوات تحت اسم (TV) حيث عمدوا إلى تثبيت أطباق هوائية كبيرة تحوي قنوات تحتوي عديد المحتويات والبرامج : الاخبارية الرياضية الثقافية مسلسلات وما إلى ذلك من محتويات وبرامج لا تعد ولا تحصى ومن ثم توزيعها - أو إلى البيوت - مشاركتها هي الأخرى عبر أسلاك اعتمادا وتماشيا مع أعمد شبكة الكهرباء . حينئذن وجد المواطن متنفس وفسحة في تلك القنوات قد لاتكون متاحة له في لفضائيات الوطنية .
لكن السؤال الذي يطرح نفسه هو أين الدور الرقابي للسلطة أو السلط على هذا البث حي الجديد ؟ وهل هي على علم واطلاع أصلا بما تبثه تلك القنوات من برامج ومحتويات ؟! أم أن لكل مستثمر ومواطن كامل الحرية في اختيار وجلب مايريد من وسائل اتصال وترفيه واستغلالها دون حسيب ولا رقيب ؟ و هل كانت تلك القرى صائبة في هجرة وطنها بحثا عن خدمات ووسائل ترفيه أكثر مزايا وشمولية دون أن تبرح المكان؟!!!