تناولت خطبة أمس الجمعة 2020/10/09 في مسجد ذو النورين بحي أهل أسعيد التي ألقاها فضيلة الإمام زكريا ولد محمد الأمين ضرورة التعلم ووجوب إكرام وتقدير أهل العلم : العلماء والمعلمين على وجه الخصوص داعيا إلى رد الإعتبار المعلم اللبنة الأساس في بناء المجتمعات والذي بيده مقاليد تطور المجتمعات يضيف الإمام وفي مايلي نضع الخطبة بي أيديكم فبعد أن حمد الإمام الله وأثنى عليه وعلى رسولنا الكريم عيه وعلى صاحبه أزكى الصلاة والتسليم استرسل في خطبته مبينا أهمية التعلم ومميزاته انطلاقا من قوله : ( (قل هل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون )) وقل الحق تعالى (( يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوت العلم درجات )) ويقول : (شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولوا العلم قائما بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم ) كما بين النبي صلى الله عليه وسلم أن طلب العلم فريضة على كل مسلم كما ورد في حديث أنس رضي الله عنه قال : قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم ((طلب العلم فريضة على كل مسلم وإن طالب العلم يستغفر له كل شيئ حتى الحيتان في البحر )) . وهنا يريد رسولنا الكريم صلوات الله وسلامه عليه أن يوضح لنا مدى أهمية العلم والمعلمين والعلماء فالعلماء ورثة الأنبياء هم من يجعل المواطنين أمام أصحاب العلم والهمة يستطيعون أن ينهضوا بدينهم ووطنهم إلى أرفع الدرجات عن أبي هريرة رضي الله عنه قال :قال :رسول الله صلى الله عليه وسلم (( إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاثة ولد صالح يدعو له بالخير وعلم بثه في صدور الرجال وهنا تظهر قيمة العلم والمعلم حيث أن عمل الإنسان ينقطع عن دنياه إلا إذا كان له علم ينتفع به الناس ما أروع تلك المكانة التي يتمتع بها المعلم ! ما الذي يفعله المعلم كي يستحق كل هذا التقدير من الله ورسوله ؟! والإجابة هنا كأن المعلم هو من بيده مقاليد الرقي وتقدم الأمم فلما ننظر إلى الدول الغربية التي يتمتع بها المعلم بمكانة اجتماعية عالية جدا حيث يتم تكريمه من خلال الطلبة وأولياء الأمور والمدرسة أو الجامعة ويلقى أفضل تقدير ويحترم من طرف كافة أطياف المجتمع ، هو الإنسان الذي يتم أخذ رأيه في العديد من القضايا التي تتعلق بمستقبل الوطن ومستقبل الأفراد ويستمتع المعلم أيضا في الدول الغربية بمكان مادية مرتفعة حيث يتم تقدير مجهوداته عن طريق اعطائه مقابلا ماديا جيدا حتى لا ينشغل بأي وظيفة أخرى قد تقلل من تركيزه في عمله ولكن عند ما ننظر إلى المعلم في بلادنا الإسلامية والعربية نجد أن المعلم لا يتم احترامه بالشكل الذي يستحق فكل يوم يظهر علينا حدث أو قضية يتم يتم فيها إهانة المعلم والتقليل من شأنه إما من خلال التلاميذ أو الطلبة في المدرسة أوالجامعة أو عن طريق أولياء الأمور ولا يتقاضا المعلم المقابلا الماديا الذي يستحقه مما يجعله لا يشعر بتقدير دوره ومكانته مما يقلل من الشغف لديه ويجعله على درجة أقل من التي يجب أن يكون عليها .
فيا اخوتنا الكرام علموا أبنائكم أن المعلم من أهم الأشخاص وعلموهم أن يحترموا معلميهم ويقدروا جهودهم من أجل أن يرتقي وطننا ويصبح بإذن الله تعالى من أعظم الأمم فالمعلم يهيئ الأجيال لبناء مستقبل زاهر فتراه يخرج مبكرا ليربي النفوس ويبني العقول فعلينا جميعا أن نثمن دور المعلم فهو جدير بالاحترام .