كيدي ماغا (غامبيا ) وفاة أبو الاستقلال الريس المؤسس (1924-2019)

وسط حالة من الاستقطاب السياسي والتراشق الكلامي غير المسبوق أذيعت وفاة أبو الاستقلال والديمقراطية في غامبيا فتوحد الشعب علي حين غرة ،حدادا على رحيل أول رئيس للجمهورية الغامبية الفقيد داوود خيربا جاورا الذي وافته المنية عن عمر يناهز 95 عاما
عمت أجواء من الحزن والأسى أرجاء البلاد والشتات لفقدان قائد وطني وبطل شعبي مغمورا ،قاد أصغر دولة إفريقية نحو الاستقلال عام 1965 م منهيا بذلك الاستعمار البريطاني الذي بدأ عام 1888 م .
عندما تولى جاورا مقاليد السلطة شك المشككون وتهكم المتهكمون في قدرة غامبيا على البقاء والصمود كدولة مستقلة ذات سيادة ، وذلك لصغر حجمها ، وندرة مواردها ،فضلا عن طبيعتها الجغرافية ، حتى ذهب البعض إلى اقتراح أن تكون غامبيا جزءا من السنغال التي تحيط بها من كل حدب وصوب ،لكن جاورا قاوم الفكرة بشدة وأصر على بناء بلد جديد من نقطة الصفر.
لقد أثبت الرئيس داود جاورا أن منتقدوه مخطئون ،حيث انطلق بإرادة قوية ،لبناء المؤسسات والخدمة المدنية القوية التي أصبحت موضع إعجاب من قبل القارة بأكملها.
ارتقى جاورا وتسامى فوق الاعتبارات العرقية لإبقاء شعبه متحدا حيث ضم حزب الشعب التقدمي الذي أسسه عام 1962 م في صفوفه مختلف الجماعات القبلية والعرقية وكان يحظى بالإعجاب والتقدير بسب التزامه الصارم بالديمقراطية واحترام حقوق الانسان وسيادة القانون وبالتالي كوفئ من قبل إفريقيا التي اتخذت من العاصمة الغامبية مقرا دائما للجنة الإفريقية لحقوق الإنسان.
لقد تبنى الرئيس جاورا سياسة خارجية مكنت غامبيا من الحفاظ على إقامة علاقات ودية مع جميع الدول شرقا غربا وشمالا وجنوبا واستخدم ورقته كديمقراطي حقيقي وبطل لحقوق الإنسان للمساهمة في حل بعض الأزمات العالمية المعقدة ،مثل الحرب العراقية الإيرانية .كما كان جاورا عضوا فاعلا في المجموعة الإقليمية للجماعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا ،لذلك وظف مكانته لمعالجة الحرب الأهلية التي دمرت ليبيريا .
تمثل التحدي الأكبر الذي واجه جاورا في لانقلاب الفاشل الذي وقع عام 1981 م بقيادة كوكوي سامبا سانيانغ .وعلى الرغم من ذلك فقد تمكن من التغلب على الأزمة بنهج عقلاني وعالجها وفق الاجراءات القانونية ،مما حال دون وقوع مجزرة في البلاد وكان قراره الدخول في اتحاد كونفدرالي مع السنغال عام 1982 م قرارا حكيما لتحقيق الاستقرار في دولة هزتها المحاولات الانقلابية الفاشلة عام 1981 م
لقد أدى الانقلاب الذي قام به عدد من أفراد الجيش بقيادة يحي جامى عام 1994 م إلى انهاء حكم جاورا الذي امتد حكمه قرابة الثلاثة عقود فعاش في المنفى ببريطانيا التي قضى بها قرابة 8 سنوات قبل أن يسح له الريس المنقلب بالعودة إلى وطنه عام 2002م مع رد جميع أصوله التي تمت مصادرتها .
عاش الرئيس بعد المنفى حياة هادئة مع ذويه إلى أن وافته المنية رحمه الله تعالى.
وبهذه المناسبة الأليمة يتقدم موقع كيدي ماغانيوز بأحر عبارات التعازي للشعب الغامبي الشقيق ولأسرتي أهل جاورا وأهل عالي في المصاب الجلل لله ما أخذ وله ما بقي وكل شيء بقدر وإنا لله وإنا إليه راجعون
من صفحة باسيديا درامى بتصرف