في السنوات الأخيرة وكإجراء لدعم الزراعة المحلية منعت الدولة الموريتانية اراد مادة الأرز من السنغال وتوجيه التجار والموردين إلى المنتج المحلي لشرائه تشجيعا للمزارعين ورد الاعتبار للمنتج المحلي.
غير أن المعنيين بالأمر من الجمارك (رؤساء... ووكلاء ) المقيمين والمرابطين في الحدود أرادوا غير ذلك بحكم رواج المادة (مَارُ) وضغط رجال الأعمال والتجار.
من هنا بدأت الحكاية وخطة العمل : الدفع المسبق من طرف النافذين والموردين الكبار والتغريم والدفع بالنسبة للمتوسطين وصغار الباعة .في المقابل يتم التنسيق بين الجمركيين والموردين وتحديد الأوقات المناسبة لجلب البضاعة وفي حالة طارئ مثلا بعثة من الجمارك المتنقلين التي تعرف في الأوساط الشعبية ب " أدوان جير" يتم إخبار التجار حتى لا ينكشف أمر الجميع.
هكذا استطاع التجار تسيير أمورهم بالدفع والتنسيق إلا أن الخلافات والتحويلات التي عرفها قطاع الجمارك مؤخرا في ولاية كيدي ماغا ألقت بظلالها على إحدى المؤسسات في قرية أدياكلي عندما قدم أحد أفراد أو مخبري الجمارك هدية متواضعة لرئيسه الجديد تمثلت في 13 طن من الأرز وذلك عن طريق إعطائه معلومات دقيقة : الكمية ، مكان التخزين زمان وصول آخر الشحنات ليتم الوقوف عليها ومصادرة الجميع دون سابق إنذار وهو ما يطرح عدة تساؤلات !!!
هل الأمر جدي أم أنها مجرد غيمة عابرة ؟ وإذا لم يكن كذلك فلما يتم استهداف مؤسسة بعينها ؟ أم أن الأمر لا يعدو كونه مجرد وشاية للتودد وإثبات المسؤولية والتقليل من شأن الآخرين
الأيام القادمة كفيلة بحول الله بفك اللغز وإن كانت الشكوك تحوم حول شخص بعينه.