تصنف ولاية كيديماغا من أهم ولايات الوطن التي تتلقى نسبا عالية من التساقطات المطرية وذلك لكونها تقع ضمن نطاق الإقليم الساحلي والذي لا تزال بعض المناطق التي تحمل خصائصه تشهد كمية معتبرة من الأمطار حيث أن كيديماغا تتجاوز فيها حاجز 500ملم سنويا وهذا ما جعل مياهها الجوفية عذبة وقريبة من السطح وتتمتع بمخزون رعوي يقتضي من السكان المحليين والسلطات الاهتمام به ومراقبته ضد الأخطار المحدقة به وخاصة الحرائق التي تلتهم سنويا مساحات شاسعة في الولايات الرعوية إذ تقدر ب 200 ألف هكتار وذلك وفق إحصائيات وزارة البيئة وهذا لا شك يلحق ضررا بالغا بالبيئة والتنوع البيولوجي وبالإضافة إلى الاختلالات التي تحدث في التوازن البيئي فإن الحرائق تشكل خطرا كبيرا على مستقبل الثروة الحيوانيّة التي تعد إحدى أهم الدعائم الاقتصادية في الولاية بل في البلاد عموما، ومما يستدعي القلق حيال هذا الموضوع ويجعل طلبنا ملح للاهتمام هو الظروف المتأزمة بيننا والجارة مالي التي كان يعتمد عليها أغلب المنمين في الانتجاع
لذا يجب أن يكون هناك مسعى شمولي للحفاظ على هذه المراعي التي تمثل خزانا مهما يغطي احتياجات كبيرة من أعلاف الماشية خلال فترة الجفاف بإسراع الحكومة إلى القيام بإجراء وقائي يحمي قطاعنا النباتي بدعم عمال شق الطرق اليدوي وتكثيف التوعية للسكان المحليين -خاصة ممتهني الفحم والرعاة والمزارعين_ حول الأضرار التي تخلفها الحرائق فلا قدر الله حين يتم القضاء على هذه المراعي فنحن أمام مشكل حقيقي -بيئة قاحلة ومواشي بلا مرعى في ظل حظر الانتجاع في الأراضي المالية التي كانت قبلة لأغلب المنمين.
بقلم الأستاذ :أحمدو ولد مسعود