تعدّ الانتخابات التمثيلية النقابية محطة مهمة في مسار العمل النقابي، واختبارا حقيقيا لمدى ترسخ ثقافة الديمقراطية والممارسة الشفافة داخل مؤسساتنا.
وفي هذا السياق، لا بد لي من الإشادة بالمستوى العالي من الحياد والشفافية الذي أظهرته الإدارات الجهوية للتربية، خاصة في ولاية كيدي ماغه، حيث لمسنا عن قرب التزامها بالوقوف على نفس المسافة من جميع الأطراف، دون تسجيل أي مظاهر تخويف أو ترغيب من جانبها.
إن الحفاظ على هذا النهج في بيئة تتسم أحيانا بالتجاذب ليس بالأمر السهل، مما يجعل ما تحقق في كيديماغه نموذجا يحتذى به في بقية الولايات.
كما لا يفوتني أن أُشيد بالموقف المعتدل والمسؤول الذي اتخذته السلطات الإدارية في الولاية، ممثلة في الوالي السيد دحمان ولد بيروك وطاقمه المحترم، الذين تعاملوا مع العملية الانتخابية بروح وطنية عالية، وحرصوا على أن تمر في أجواء هادئة وشفافة.
إن ما شهدناه في كيدي ماغه يؤكد أن الحياد الإداري ممكن متى ما توفرت الإرادة، وأن النزاهة النقابية يمكن أن تكون واقعا حين يتعاون الجميع في احترام القواعد والضوابط.
ولعل هذا النموذج يُقدم درسا بليغا في أن الممارسة الديمقراطية لا تكتمل إلا حين تُدار بروح المسؤولية والاحترام المتبادل.
بقلم: الإمام الرضى سيدي
ناشط تربوي ومهتم بالشأن النقابي