" سيلبابي " كيف ساهمت هشاشة المجتمعات في ظل تدني الخدمات الصحية وتدخل النافذين في صناعة رجال سيئي الأعمال !؟

ساهم ضعف المنظومة الصحية والرقابة الأمنية والجمركية إلى حد كبير على مستوى ولاية كيدي ماغا عموما وفي عاصمتها سيلبابي على وجه الخصوص إلى تشكل وبروز بل تحول أشخاص عاديين من عمال مساعدين وباعة التجزئة تحت ضربات الشمس إلى مصافي رجال أعمال او بالأحرى رجال سيئي الأعمال وذلك بتغذيتهم للسوق والسوق السوداء بالمواد المنتهية الصلاحية والأدوية المزورة المجهولة المصدر
برع هؤلاء في كيفية إدخال تلك المواد السامة والقاتلة على مهل والمنقول عبر وسائل النقل العمومي وعبر مسارات غير معهودة للتمويه وهو ما كشفت عنه العملية الأخيرة التي أطاحت برأس الحربة بعد متابعة دقية من طرف الأجهزة العسكرية مؤخرا في كل من قرية الشية الحدودية المطلة على وادي كارا كورو التي تم بها ضبط كميات معتبرة من الأدوية المهربة القادمة من مالي بالإضافة إلى إحباط محاولة إدخال 440 كغ من التمر منتهي الصلاحية عند المدخل الشمال الغربي لمدينة سيلبابي
وبحسب محللين فإن تلك الكمية المعتبرة المذكورة - من التمر -كانت ستضخ في السوق لكن في ثوب آخر بعد إفراغها من محتواها الأول : الأكياس الورقية وجعلها في ثوب ثاني ( أكياس بلاستيكية(زازو) بهدف المغالطة والغش ومن ثم يتم عرضها للبيع إما في أماكن قارة أو عن طريق باعة متجولين
إن وجود منشآت صحية قائمة بذاتها وخاوية على عروشها من أية حبة دواء وأسواق دون رقابة شجع كثيرين (صيادلة وباعة ) على ملإ الفراغ سيما بعد حصول بعض منهم على صفة مورد أو مقاول بمساعدة وصناعة من نافذين وافدين الشيىء الذي فتح الباب واسعا على مصراعيه لتلك النشاطات المشبوهة المربحة والمضرة في الآن نفسه في ظل غياب رقابة صارمة في الأسواق والمنشآت التي تؤدي خدمة معينة بذاتها .
إن تضافر تلك العوامل مجتمعة : ضعف الرقابة. والتفتيش والمنظومة الصحية جعل المجتمعات الهشة فريسة وسوق تجارب للمهووسون بجمع المال بهدف الثراء فمتى سيتم وضع حد لتك الفوضوية والتلاعب بأرواح المواطنين أم أن سن القوانين شيئ وتطبيقها كعقوبة ردع لا يسري على الجميع ؟!