فديتوهمه البعض موضوعا فلسفياويبدأ التفتيش عنه قي بطون أمهات كتب القكر الإسلامي(علم الكلام) فيقرأ لإببن الهيثم وإببن رشد،الغزالي الفرابي وغيرهم كثير ليرى مدى مطابقة العقل "التفكير"للنقل "القرآن والحديث" فهناك براهين وأدلة توكد ذلك .
لكن موضوعنا يختلف عن ذلك الطرح الفلسفي القائم على البراهين والحجج والأدلة الدامغة التي تفضي إلى نتيجة وتزيل الشك والريبة عن المواضيع المدروسة :"أحداث،ظواهر،مسلمات،نصوص...إلخ"إذ لاتعارص بين الفكر الإسلامي والنصوص "لاتعارض بين العقل والنفل"بل يشهد له ويؤيده .
بيد أن ما نود الحديث عنه لم يعد ذلك العقل السليم الذي يوافق النفل الذي نزل به الأمين على الأمين :(أمين الوحي جبريل عليه السلام على الأمين: لقلب النبي صلى الله عليه وسلم فبل البعثة). وإنما العقل هنا هي تلك العقلية السياسية المسيطرة على المقدرات والمتحكمة في المفاصل والمحتوية على العقول والجاثمة على صدور الشعوب المغلوبة على أمرها لتعيش طول عمرها بين الترغيب والترهيب والتضليل.
ما أعنيه هنا ليس صغار الباعة من السياسيين وإنما الساسة الكبارمهندسوا السياسات القائمون بالأعمال ،المكلفون بمها والمسيرون لفطاعات حيوية هي إذن الحكومة بكامل أفرادها ومفرداتها:حكومة التغيير البناء والبناءْ ،هذه الحكومة التي تدعي أنها أنقذت موريتانيا وحولتها إلى ورشة وشيدت وبنت وعمرت وصدت وجذبت وإستقطبت وأحتضنت...
شيدت شبكات الطرق في العاصمة للإستجمام والسياحة وأحيت بلدا ميتا من أجل الإستثمار وبناء المحلات والعمارات وتناست أنها أهملت أهم شريان في الحياة طريق "الألم" الذي يحصد الأمتعة والبضائع والأرواح والعائلات.
بنت قصر المؤتمرات الدولي المرابطون لإحتضان قمة الزعماء الأفارقة الواحدة والثلاثون وتركت الشعوب والأنعام في قمة الجفاف والجوع فخمصت الحواياوخوت البطون وغارة الآبار والعيون
أنشأت قبل القصور والدور مطار أنواكشوط الدولي أم التونسي فما الذي أنشأته في الداخل لتستفيد منه أم الموريتاني التي تجابه الطبيعة_(الحر،العطش،الظلام ،المطر،الرياح والغرق)_ وتصارع من أجل البقاء؟
عندما نتحدث عن الأخطاروالإهمال والمماطلة فهذا يعني أننا حططناالرحال في مقاطعة كنكوصة على أحدى ضفتيها ونود العبورالى الجانب الآخرفمعاناة السفرلم تنتهي بعد لكن عبورنا هذه المرة من جنس آخرفوسائل النقل عندناتتعدد وتختلف مثل المفاهيم فالنقل هنا ليس ذلك الذي يوافق العقل ويشهدله (مطابقة الفكرالإسلامي للنصوص الدينية) وإنماهوالنقل البرمائي الذي تحتار الألباب والعقول من شدة تقادمه وردائة أغلبية زوارقه .
ومهما يكن من أمر فإن أهلنا في كنكوصة 2"الحاشية"تعودوا وتأقلموا مع هذه الزوارق البدائية وأصبحت جزء من حياتهم اليومية على مدى الستة عقود الماضية إذ تعود بداية التقري إلي خمسينيات القرن الماضي.
كما تعودواعلى سيل الوعود والأمنيات التي تطلقها الأنظمة والحكومات المتلاحقة لاسيما الأخيرة منهافبأي وجه سيلتقي حزب الإتحاد من أجل الجمهورية ساكنة كنكوصة التي ظل يماطلها قرابة العشر سينين ؟وبأي حجج سيقنع بها الإتحاد من أجل الجمهورية الجمهوربأنه في خدمة الجميع(الجمهورية والجمهور) تلك إشكالية سيحلها مهندسوا الجمهورية لأن تخصصاتهم ومخصصاتهم هي من أجل هندسة اللعب على عقول وقلوب الشعوب لامن أجل بناء ومد الجسور .
سيقول البعض أنه كلام المشككين والمعارضين بالله عليكم مذا يكن القول عن حكومة بدأت بدكتور وهاهي اليوم يرأسها المهندس في آخرمراحلها لم تبالي بمطلب قديم جديد لساكنة مقاطعة لم تطلب المستحيل وإنما تريد بناء جسر"صالة"للتخفيف من المحنة والمعاناة والإزدحام ناهيك عن حاجاتها الضرورية متطلبات العصر وعصب الحياة(الصحة التعليم الإنارة والمياه).
هي أمور من بين أخرى تحتاجها منطقة كنكوصة لكن الأكثرها إلحاحا تتمثل في نقطتين:
1بناء الجسر "صالة"وهو المطتب والحلم الذي ظل ومازال يراود الساكنة.
2بناء سد ولو ترابي مؤقتاعندقرية آكمامين يمنع المياه من أن تضيع في النهر عن طريق وادي كاركورو