إذا جاء رمضان، نادى مناد من قبل السماء، يا باغي الخير أقبل ويا باغي الشر أقصر.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة وغلقت أبواب النار وصفدت الشياطين".
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه"
وفي الجنة باب خاص بالصائمين، يدعى "باب الريان"، لا يدخل منه إلا الصائمون.
وللصائم فرحتان، فرحة عند فطره وفرحة عند لقاء ربه، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وشهر رمضان، هو شهر القرءان والانتصارات وليلة القدر.
ففيه أنزل القرآن وتوالت الانتصارات على المسلمين فى أشهر معاركهم التاريخية، وأودع الله في العشر الأواخر من رمضان، ليلة هي خير من ألف شهر، هي ليلة القدر، التي أنزل فيها القرآن جملة، من السماء السابعة إلى السماء الدنيا.
قال الله جل شأنه: " شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ".
قال سبحانه وتعالى: " إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ".
وللرحمان في كل رمضان عتقاء من النار، اللهم اجعلنا من عتقائه، وتقبل منا ومنكم صيامه وقيامه، وجعلنا وإياكم ممن يصومه ويصونه.
بل تمنى بعض المؤمنين أن تكون السنة كلها رمضان، إمعانا في الرغبة في الاغتراف من ساحة رمضان الإيمانية الغضة الطرية.
يقبل رمضان على الموريتانيين في سنة شهباء، اتسمت بالجفاف الشامل تقريبا، لكافة التراب الوطني، للأسف البالغ، ووسط تجاذبات سياسية تحيل إلى سنة قادمة، يحتسب البعض أنها سنة التناوب ولا يستبعد آخرون أن تكون سنة مأمورية ثالثة، يعبر من خلالها النظام القائم، بصورة مباشرة أو غير مباشرة، عن رفضه للانسحاب من ساحة الحكم.
كل تلك المعطيات تعقد نفسيا مشهد الصوم والتعاطي مع الشأن العام، المؤثر تلقائيا على الحالة كلها.
في رمضان تتعالى الأسعار وتتضاعف المصاريف بشكل خيالي، وهو مظهر مؤسف، لا يعبر عن المدنية والوعي على الإطلاق.
ورغم ضعف المجتمع اقتصاديا، إلا أن بعض البيئات الموسرة، تبالغ في الصرف، وأخرى تتكلف نفس التوجه، مما قد لا يتيح للصائمين الاستفادة صحيا من فرصة رمضان.
والأصل صوموا تصحوا، وليس تمرضوا، لا قدر الله، لأن المبالغة في الأكل مضرة في النهاية بالجسم.
إننا مدعوون للاستفادة روحيا وسلوكيا ومعرفيا وصحيا، من هذه الفرصة الثمينة الغالية المؤقتة، فنصوم ونصون رمضان، بالابتعاد عن الغيبة وكل ما يخالف مصلحة الصوم النموذجي، لعلنا نكسب بإذن الله هذا الموسم النوعي المثمر النافع.
إن إفطار الصائم في هذا الشهر المعطاء، فضله عظيم ومضاعف بإذن الله، والإنفاق مطلوب بوجه خاص، في هذا الشهر المبارك العظيم.
ومن جادلك فقل له: "إنني أمرؤ صائم، فلا مجال في رمضان إلا للخيروأعمال البر، وما سوى ذلك يخالف ويناقض جو الطاعة والصيام والإقبال على رضوان الله.
فلننتهز هذه الفرصة السانحة الطيبة، ولنبالغ في الحذر من المعاصي والوقوع في الأعراض وسائر مفسدات الصوم المادية والمعنوية، تقبل الله من الجميع.
اللهم أهله علينا باليمن والإيمان والسلامة والإسلام والتوفيق لما تحب وترضى، اللهم آمين.