– قال وزير خارجية مالي عبد الله ديوب إن الأفارقة بحاجة للثقة في أنفسهم، وأن يفهموا أن بإمكانهم أن يصبحوا قوة ذات وزن على الصعيد الدولي، لكن من أجل ذلك عليهم أولا ضمان الأمن والاستقرار الذي يشكل مصدر الثراء الأول لإفريقيا.
وقال ديوب في تصريح لوكالة الأخبار المستقلة خلال مشاركته اليوم في دورة وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي في نواكشوط إنه لا يتحدث هنا عن مصادر الثراء الباطنية، فتلك لا يمكننا استغلالها إلا بوجود الأمن والاستقرار، وخلق سوق مشترك، وتعزيز حرية التنقل، مشددا على أنه "من غير المقبول اليوم بعد 60 من الاستقلال، أن يتحرك غير الأفارقة بحرية في إفريقيا، أكثر من الأفارقة أنفسهم".
وأضاف رأس دبلوماسية مالي أن لدى إفريقيا الكثير من التحديات التي تحتاج إلى رفعها "ولكن هناك أيضا الكثير من الإمكانيات، نحتاج فقط أن نمد الأيدي لبعضنا ونسير في نفس الاتجاه، ونفهم أن ما يجمعنا أهم بكثير مما قد يفرقنا".
واعتبر الوزير أن إفريقيا ليست بحاجة إلى دعم الدول الخارجية من أجل ضمان أمنها، "فلكل واحدة من دولنا ما يكفي من الموارد، وما ينقص هو أخذ القرار بتوحيد وسائلنا القليلة من أجل أن تصبح كبيرة، ونصبح قادرين على ضمان أمنا قارتنا".
ورأى وزير الخارجية أن على الأفارقة أن يثقوا في أنفسهم، وأن يطلبوا من الآخرين احترامهم، "ومن أجل أن يحترموننا يجب علينا نحن أيضا من جانبنا تنمية دولنا، وخلق فرص لشبابنا، ونعزيز تضامننا، لأن الآخرين يعملون على التدخل بيننا وتفريق دولنا عن بعضها البعض وهذا ما يجب علينا رفضه".
وتحدث عبد الله ديوب عن وجود "دول غير إفريقية لا تريد لنا أن نتوحد، ولا أن ننمو، وفي بعض الأحيان تدعم حتى فاعلين لخلق عدم الاستقرار، ولتشتيت جهودنا، لأن هناك رغبة في موادنا الأولية ومواردنا الكثيرة".
وحول علاقة موريتانيا ومالي، قال عبد الله ديوب إن البلدين يتقاسمان الكثير من القضايا المشتركة؛ كالتاريخ، والجغرافيا، والثقافة، والدين، مذكرا بأنه حين كانت مالي مؤخرا تخضع لعقوبات، قررت موريتانيا أن لا تغلق حدودها، وأن تفتح موانئها وطرقها من أجل الإمداد المستمر لمالي.
وعبر ديوب عن كامل امتنانهم للرئيس الموريتاني ولكل الشعب الموريتاني على هذا الدعم القوي، مردفا أنهم يتطلعون خلال الأشهر والسنوات القادمة إلى العمل من أجل تعزيز الروابط بين باماكو ونواكشوط، لتسهيل التبادل بين البلدين.
وهنأ عبد الله ديوب موريتانيا بمناسبة استضافتها لدورة وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي، وتوليها رئاستها الدورية.