تعبر ولاية كيدي ماغا بحكم موقعها الجغرافي وظروفها المناخية والطبيعية خزان روعي ليس لساكنة ولاية كيدي ماغا فحسب وإنما وجهة ومأوى وملاذ لعديد المنمين القادمين من جهات ومناطق شتى لا سيما في هذا العام الذي عرفت فيه ولا يأت (شمال غرب وشرق ) تقهقر في نسب التساقطات المطرية مما جعلت عملية النزوح الجماعي إلى مراعي ولاية كيدي ماغا أمرا لا مناص منه طلبا للماء والكلأ بناء على معرفة مسبقة ومعطيات حديثة حيث سجلت مقاييس الرصد الجوي على مستوى عاصمة ولاية كيدي ماغا سيلبابي وحدها صيف عام 2021 مانسبته 600 مم تزيد قيلا وهو ما نجم عنه غطاء نباتي كثيف ولله الحمد
كان الأجدى بالسلطات المحلية أن تتخذ كافة التدابير اللازمة من أجل الحفاظ على المعطى الطبيعي لاعتبارات منها :
* وجود أزمة سياسية لم تتحد معالمها في دولة جار طال ما شكلت محطات مهمة في فترات مختلفة لغالبية كبيرة من المنمين الموريتانيين
* ضرورة ترشيد الثروة النباتية في سنة تتسم بالغلاء والجفاف والأزمات الخانقة ....
غير أنه للأسف الشديد لم تتخذ أية إجراءات ولاحلول ناجعة لا من السلطات العليا أو المحلية فما إن توقفت الأمطار وتحولت الأعشاب إلى حشائش حتى صارت ذلك لك الغطاء بشقيه العشبي والشجري وقود للحرائق المتأججة التي باتت تلتهم الأخضر واليابس منذ ذلك التاريخ وإلى حد كتابة هذه السطور !
إنه بحق مشهد فضيع ومقزز ومحير مما جعلنا طرح الأسئلة في هذا الباب أمرا ملحا ومشروع من المستفيد من حرائق الغابات على مستوى ولاية كيدي ماغا ؟! هل هم التجار لهدف بيع الأعلاف ؟ أم المزارعين لابعاد شبح الحيوانات عن حمى المزارع والبساتين والحقول ؟ أم فعل متعمد من المنمين أنفسم لتجديد الغطاء الشجري ليتم قطعه فيما بعد لأغنامهم ؟ أم أن في طي صفحة الغطاء النباتي في وقت مبكر مصلحة للمندوبية ؟ إذا كان الأمر ليس هذا ولا ذلك فمن يكن ؟ أم أن الأمر لا يعدو كونه نا جم عن سوء الحكامة والتسيير !!!
التراد ولد الإمام المدير الناشر لموقع كيدي ماغانيوز