تعتبر ولاية كيدي ماغا عموما أحد أهم الأقاليم الجنوبية الموريتانية في مجال الأمن والغذاء لما حباها الله بها من خصائص طبيعية ومميزات ( الموقع والموضع ) فإلى جانب كونها تمثل بوابة موريتانيا على العالم الخارجي الإفريقي منه على وجه الخصوص لإطلالتها على بلدين جار هما : جمهورية السنغال من الجنوب الغربي عبر النهر السينغالي وجمهورية مالي ناحية النهر جنوبا من جهةً ووادي كاركورو من الشرق من جهة أخر ى .
فبتموضعها هذا بين نهر جار غمر (النهر السنغالي ) وواد خصيب ( وادي كاركورو)جعلها قابلة أن تكون رافعة اقتصادية وسلة غذاء وقطب تنمي وشريان إقتصاد لدولة حبيسة جار إذا ما تم ربطهازبطريق بري حضري سريع لنقل البضائع والأشخاص بين عاصمة تلك الدولة (بامكو) وعاصمة ولاية كيدي ماغا ( سيلبابي) التي لا تفصل بينهما سوى عشرات الكيلومترات فتلكم إذن فرصة ضائعة .
ينضاف إلى ذلك وجود ثروة مائية لا تقل أهمية عن الثروات الطبيعية الأخرى بل هي ذروة الأمر وسنامه فالماء هو أساس كل تنمية مهما كانت طبيعتها وطابعها
غير أن ولاية كيدي ماغا والتي تشهد ولله الحمد هطل كميات مطرية معتبرة تترواح بين 500-600 مم سنويا مع موسم الأمطار تذهب مياهها للأسف الشديد سدا وتضيع في النهر دون أن يستفاد منها في أغراض تنموية : زراعية أو رعوية لا سيما مياه وادي كاركورو الذي يعتبر أحد أهم روافد النهر السنغالي في الوقت الذي تعاني ساكنته من شح في مياه الشرب هذا بالإضافة إلى العديد من المجاري المائية الثانوية والفرعية التي تشق هي الأخرى طريقها نحو النهر بدلا أن يتم حجزها الإستفادة منها في مجالات تنموية حيوية ولتكون مصدر تغذية ودعم لمياه الآبار والعيون في فترات لا حقة فتلكم إذن فرصة ثانية ضائعة !
فمن غير المنطقي والمعقول أن تبقى ولاية ككيدي ماغا بمعطياتها الطبيعية (المقدرات) ومميزاتها لا تتوفر على حواجز رملية ولا سدود عصرية وأن يترك ساكنتها في معركة البقاء يجابهوا الطبيعة بوسائل بدائية بالكاد تفي بالغرض أو حد الكفاف في الوقت يغزونا حصاد جوار - (الأرز) - نشترك معه نفس الخصائص والمصادر (المائية) لكننا نختلف من حيث الإرادة والجدية والشفافية فإلى متى تظل شواطئنا النهرية جردا ء وشواطئهم خضراء وإلى متى ؟وإلى متى
التراد ولد الإمام؟!