تناولت خطبة الجمعة 25-06-2021 موضوع غاية في الأهمية سيما في زمننا الحاضر حيث تناول خطيب بمسجد الصحابة بحي أتويميرت بسيلبابي الظلم وعواقبه موضوعًا لخطبة مستشهدا بالآيات والأحاديث الدالة على ذلك فما أحوجنا على أمثاله من الخطباء الناصحين في زمن كثرت فيه المظالم
فإليكم ما تناول الخطيب في خطبته الأولى والثانية :
الخطبة الأولى
الحمد لله حمد الشاكرين وأصلي وأسلم على المبعوث رحمة بالعالمين وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وبعد :
عباد الله إن الظلم جرم خطير وخلق سيئ ووصف لئيم وذنب جسيم يأكل الحسنات ويجلب الويلات ويورث العدوات والمشاحنات ويسبب القطيعة والعقوق ويحول حياة الناس إلى جحيم وشقاء وكدر وبلاء . والظلم من الكبائر العظام يدمر صاحبه ويفسد أمره ويغير أحواله فتزول به النعم وتنزل به النقم ويدرك الظالم شؤم عقوباته في الدنيا والآخرة وقد حرمه الله بين عباده كما حرمه على نفسه فقال تعالى في الحديث القدسي (( يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرمًا فلا تظالموا )) وما ذلك إلا لعواقبه الوخيمة على الأمم وآثاره المدمرة على المجتمعات وما ظهر الظلم بين قوم إلا كان سببًا في هلاكهم وتعجيل العقوبة عليهم فقال سبحانه وتعالى ( وكذالك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد ) وقال : (( والله لا يحب الظالمين )) (( والله لا يهدي القوم الظالمين )) (( إنه لا يفلح الظالمون )) عباد الله لا يظنن أحد أن شيئا من ظلمه سيضيع أو يذهب دون حساب ولا عقاب كلا بل لا بد للظالم والمظلوم من الوقوف بين يدي العزيز الجبار في محكمة العدل الإلهية ويحكم بينهم بالعدل في ذلك اليوم الذي لا ظلم فيه ولا وساطة ولا جاه ولا رشوة ولا شهادة زور (( الله يحكم بينكم يوم القيامة فيما كنتم فيه تختلفون)) قال: (ص) (( لتؤدن الحقوق إلى أهلها يوم القيامة حتى يقاد للشاة الجلحاء من الشاة القرناء )) فأتقوا الله وابتعدوا من الظلم ومن وقع فيه فليتب و ليتحلل منه قبل أن يلقى ندامة وحسرة يوم القيامة يوم لا ينفع الندم جعلني الله وإياكم ممن يسمعون القول فيتبعون أحسنه .
الخطبة الثانية :
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله والتابعين .
أما بعد فأول ماينزل بالظالم في الآخرة هو الطرد والابتعاد من رحمة الله تعالى (( يوم لا ينفع الظالمين معذرتهم ولهم اللعنة ولهم سوء الدار )) والظالم لم يكن له يوم القيامة نصير ولا شفيع ولا حميم ويحرم الظلمة من شفاعة المرسلين وشفاعة من يأذن الله له في الشفاعة من عباده قال تعالى (( ما للظالمين من حميم ولا شفيع يطاع )) وقال (( وما للظالمين من أنصار )) وقال تعالى (( ولو أن لكل نفس ظلمت ما في الأرض لأفتدت به وأسروا الندامة لما رأو العذاب وقضي بينهم بالقسط وهم لا يظلمون )) وعاقبة الظالمين جهنم لا يموتون فيها ولا يحيون قال تعالى (( ونقول للظالمين ذوقوا عذاب النار التي كنتم بها تكذبون )) . عباد الله اجعلوا الموت نصب اعينكم ولا تكونوا على حال تكرهون أن يدرككم الموت عليها وبادروا بالتوبة قبل أن يغلق بابها فإنها رأس مال المؤمن واجعلوا الآخرة همكم يكفيكم الله همها وأحسنوا كما أحسن الله إليكم .
اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على آل إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد اللهم اجعل بلادنا من خير البلاد واجعلها آمنة مطمئنة إلي يوم التناد واصرف عنها زيغ أهل الزيغ وفساد أهل الفساد وبلاد المسلمين أجمعين اللهم اهد أئمتنا وولاة أمورنا وأرزقهم البطانة الصادقة الناصحة التي ترضيك عنا وعنهم اللهم أغثنا اللهم أغثنا اللهم انصر أهل فلسطين على أعدائك وأعدائهم وانصر المسلمين اللهم وارحم موتانا وموتا المسلين. وأشف مرضانا ومرضاهم وفك أسرانا أجمعين .