جمهورية مالي والمآلات الديمقراطية !!!

تتشابه الدول الإفريقية في كثير من الخصائص :الطبيعية والبشرية والسياسية بما في ذلك الارث والتاريخ الاستعماري المشترك .
رحل المستعمر - شكلا - بعد أن ظل جاثما على صدور الشعوب المُسْتٓعٔمٓرة ! رحل بعد نهب واستنزاف خيراتها ومقدراتها لكنه ترك له خيوطا وأذناب متشبعة بثقافته الاستعمارية التوسعية لذا ظلت تلك النخب (ساسة وعسكريون) رهينة لسياسات الامبريالية يأتمرون بأمرها ويسعون لتحقيق رغباتها حفاظا على المناصب والمكاسب (الضيقة) مما جعل الشعوب الإفريقية تروح فريسة وضحية لسياسة الاستنزاف الخارجي و ديكتاتورية الأنظمة "العسكرية" المحلية المحكومة و المتحكمة في مفاصل الدول
إنما تعيشه اليوم القارة السمراء من أزمات سواء في منطقة الساحل والصحراء هو حصيلة تراكمات أخطاء وإخفاقات الأنظمة العسكرية المتعاقبة ونتيجة حتمية لمعادلة "الاستئثار والولاء" استئثار بالسلطة (الحكم) وولاء للأسياد (الغرب) لإضفاء شرعية الانقلابات العسكرية التي باتت القارة مسرحا لها والتي كان آخرها ما حدث في جمهورية مالي (انقلاب على انقلاب ) .
غير أن الانفلات الأمني الذي تعيشه جمهورية مالي منذ السنوات الأخيرة بسبب ظهور الحركات المسلحة ودعوات الانفصال وتذمر الشعوب من س ء تسيير الأنظمة المتعاقبة هي أمور من بين أخرى جعلت الدولة المالية تعيس على صفيح ساخن وتداعيات أمنية غير مسبوقة ربما مهدت الطريق وأضفت شرعية على حكم الانقلابيين ( القدماء الجدد) هاشمي كويتا ورفاقه في حمل السلاح لملإ الفراغ وبسط النفوذ واحتضان الحركات (حركة 5 ينيو) وكل القوى الحية التي تتوق إلى الحرية والمساواة والعدالة الاجتماعية من أجل الوصول بالبلاد إلى بر الأمان تلكم إذن هي الاختبارات الحقيقية للقادة الجدد الخارجين من انقلاب والخارجين عن طاعة إيمانويل ماكرون والذي بسببه لوح بيحب قوة برخان الفرنسية بحجة عدم الاستقرار السياسي وأن العملية بالساحل ((لا يمكن أن تستمر بشكها الحالي متهما دول المنطقة بالتقصير في فرض الأمن على أراضيها )) قائلا : لايمكن أن نؤمن أرضا سقطت في يد الٱعداء لأن الدولة قررت أن لا تقوم بواجبها . وإن كانت هناك أسباب أخرى غير معلنة تجعل فرنسا تخرج صاغرة كخروجالمظاهرات المنددة بالوجود الفرنسي وفشل القوة (برخان) في أداء المهمة وظهور قوى أجنبية منافسة (الروس،الألمان …) وأخيرا شق عصى الطاعة .
الكرة الآن في مرمى القادة الماليون الجدد بإمكانهم أن يؤسسوا لحكم توافقي ديمقراطي مع احترام الآجال المحددة سلفا (المرحلة الانتقالية ) وإجراء انتخابات حرة ونزيهة يشارك فيها الجميع لأن بلدهم يحتاج لتكاتف الجهود قبل أء وقت مضى فهل وعي القادة الجدد صعوبة المرحلة ؟