كنكوصة ... بين جمال الطبيعة وجمود الطبقة السياسية !!!

تعيش مقاطعة كنكوصة الحبيبة هذه الأيام ولله الحمد أجواء خريفية ماطرة بالمعنى المحلي مما زادها حسنا وجمالا ورونقا وبهاء ومتعة وعطاء هي اليوم تزد وتزدهر وترفل في ثوب قشيب كنظيراتها من عقد ولاية لعصابة ذو الدرر الخمس (كنكوصة،كيفه ، بومديد ، گرو وباركيول) لكنها أكثرهن وضاءة وتنوعًا وثراء مما جعل منها واسطة لعقد فريد بفضل موقعها المتميز ومناظرها الطبيعية الأخاذة فعن أيها نتحدث ؟ عن السهل عن التل عن الهلال عن الكثيب عن البستان عن خرير الماء عن البحيرة عن المجداف أم عن الزورق عن حفيف الأوراق وزقزقة العصافير عن صفير الرياح ... ؟! هواء طلق ونسيم عليل الكل هنا يترنم ويشدوا ويستبشر ويثني على الله على نعمه وآلائه ويفخر بانتمائه لهذه الأرض المعطاء التي يظل لها وفيًا أينما حل وارتحل ولسان حاله يقول :
بلاد بها نيطت علي تمائمي # وأول أرض مس جلدي ترابها
على خلاف طبقاتنا السياسية الجامدة والجاثمة التي لا تهز ضمائرهم رياح فبراير ولا تخيفهم عتمة مارس البهيم ولا توقظهم جلبة العطاش في غرة إبريل نسوا أو تناسوا أنهم انتخبوا لتحقيق مصالح وتلبية مطالب أو أنهم نواب لشعب مازال يعاني الأمرين إما العطش وإما الغرق سميا في هذه الآونة التي تشهد فيه البحيرة ارتفاعًا ملحوظا في منسوبها بفعل التهاطلا المطرية التي عرفتها المنطقة مؤخرا مما يوحي بتزاحم واكتظاظ للتلاميذ مع المتسوقين في الزوارق قبل أن تطأ أقدامهم الفصول فعن أي إجراءات وتباعد جسدي يتحدث عنه ائتلاف الوزارات والتحضير لعودة آمنة لمقاعد الدراسة ؟ أم أن الأمر لا يعدو كونه حراك مقصود لاقناع الآخر !!! / التراد ولد الإمام