كيف لا يحتفى بتعين مهندسين بنوا العمارات وأرووا من ظمأ وأمدوا جسور ؟!

دأبت الأنظمة المتعاقبة في بلدنا " موريتانيا " منذ الانقلاب على الانقلابين مرورًا باسترجاع الأنفاس (2007) أي ما قبل الانقلاب الأخير وما تلى ذلك من أحداث حتي اليوم على تعين مهندسين كوزراء أول على رأس الحكومات كنوع من احتضان الكفاءات المهنية من جهة وبناء الوطن الغالي انطلاقا من تصور تلك الكفاءات المحلية التي تعي الاختلالات والعراقيل من جهة أخرى ، وهو ما نجم عنه ثورة في مجال البناء والتشييد والإعمار فعلى سبيل المثال في الحوض الغربي تم إعمار الطينطان مابعد الفيضان واكتمل طريق منعرج تامشكط المعروف شعبيا بفيراج تامشكط بالحوض الغربي كذلك واستجيب للنداءات المتكررة لسقاية عاصمة لعصابه كيفه (أروايت كيفه ) وتم بناء جسر لخريزه على طريق الأمل بلبراكنه لانسيابية حركة المرور والتأم شمل كنكوصة 1 وكنكوصة2 بلعصابة ببناء الجسر حلم الساكنة الذي ظل يراودها لسنين خلت وكان مطلبها الوحيد وتم تعميق البحيرة وعصرنة سد آگامين الموجه الرئيسية لمياه ودادي لحرج الرافد الأساسي للبحيرة فعادت المياه إلى مجاريها بعد أن كانت تضيع في وادي كاركورو.
وبمجرد مد الجسر (المعلق ) توحد الشطران وانتهت المعاناة أضاءت الشموع وتحولت مواصلات الأمس (الزوارق ) إلى وسائل للترفيه في اليوم بعد أن كانت أهم وسيلة لتقل الأشخاص والبضائع والمؤن ووسائل كذلك للإسعاف عند الحالات الطارئة . وتزامنت اشغال بناء جسر كنكوصة (صالة) مع بناء جسر قرية أدياكلي التابعة لبلدية گوري في مقاطعة غابو الفتية بعد أن كانت مدينة مغلقة على نفسها بسبب مياه الأمطار وتشعب الأودية كصنوتها عاصمة المقاطعة (غابو)قبل أن تربط الأخيرة بعاصمة ولاية كيدي ماغا " سيليبابي بطريق محوري سريع من جهة ،وربطها بكهرباء النهر (مننتالي )عن طريق محور أدياكلي جوكنتورو سلو من جهة أخرى
هذا دون أن ننسى ماتم تشيده من أبنية وطرق حضرية وجسور داخل وخارج أحياء عاصمة ولاية كيدي ماغا بالإضافة طبعا لبناء عشرات السدود للتحكم في مياه الأمطار التي كانت تضيع في النهرالسنغالي قبل أن تدخر ويتم الاستفادة منها على نطاق واسع في المجلات الزراعية والرعوية والخدمية
ما نعيشه اليوم من تطور هو ثمرة لجهود وطنيين انطلاقا من رؤية واضحة ومخططات تنموية مستدامة تستجيب لمتطلبات العصر مع الحفاظ على أصالة المكان
إن لم يكن لهذه المشاريع الطموحة وجود بالمعنى الحقيقي على الأرض فانها بالفعل موجود في مخيلات الشعوب الحالمة بمستقبل واعد وتعلق الآمال من حين لآخر على كل تشكيلة أو تغيير علها تجد ضالتها وخلاصها من الإقصاء والتهميش .
فمتى تستجيب حقًا الأنظمة والحكومات للمطالب العادلةللشعوب ؟!
التراد ولد الإمام