كنكوصة ... البطاطا تستنجد بالقطا

قد كنت كتبت هذا المقال في 27/12/2015 م ابان ظهور ملامح جفاف أو تجفيف بحيرة كنكوصة بسب تضافر عدة عوامل نذكر منها:
أشغال طرق كيفه كنكوصة (مقلع الحجارة والتربة)
انهيار سد آكمامين الرملي الذي نجم عنه تدفق المياه في مجاري أخرى
استنزاف المياه لسقي مشروع تطوير البطاطا الحلوة المقام بكنكوصة 1 دون مراعاة تراجع نسبة المياه بسبب تحول مجاريها
هي أمور من بين أخرى قد لفتنا الانتباه إليها لأخذ التدابير اللازمة حتى لايحدث ما حدث اليوم ببحيرة كنكوصة وأهلها إذ تعيش المقاطعة أسوأ فترات الجفاف .
شاع وذاع حجم الكارثة البيئية وتفاقمها غير أن السلطات لم تحرك أي ساكن وكأن الأمر لا يعنيها وانشغلت بحملة دعائية سابقة لأوانها وتركت الشعوب تموت بموت مصادر عيشها .
واليوم نعاود نشر هذا المقال بنفس العنوان
بحيرة كنكوصة ... البطاطا تستنجد بالقطا
بحيرة كنكوصة هبة لله لعباده ومورد وسلة غذاء لخلقه ومخلوقاته ،حفظها الله ورعاها من تجاذبانهم وآفاته.
هي مقياس : بنضوبها وفيضانها .نضوب يحز في النفس ويؤرق الضمير وفيضان يلامس الشعور ويخامر العقول وتنتشي النفوس مثل ما يحدث تماما عندما الأودية والجداول كواد الكرفة وأهل السالم في كيدي ماغا والعاكر والمنفكع "الراظي" في الحوض الغربي ومحمودة والكسم في الحوض الشرقي أو مطماطة والمشرع في تكانت.
بحيرة وأودية عادية في نظر البعض تستغل للراحلة والاستجمام لكن في الواقع أجسام (تتأثر وتؤثر) تساهم في دفع عجلة النمو الاقتصادي والتوسع المجالي والعمراني وتتأثر بالعوامل والمعاول والانتهاكات البشرية وبالظروف المناخية (سلبا وإيجابا) مما ينعكس ساكنتها ومرتاديها وعلى اقتصادياتها المحلية "التقليدية" وعلى مشاريعها المستحدثة الناشئة كمشروع تطوير البطاطا الحلوة بكنكوصة1
مشاريع تحتاج إلى تطوير في السلالات المنتخبة وتحسن في المنتوج وجودة في المنتج لخلق فرص عمل وضمان تنمية مستديمة مما يستدعي أخذ تدابير والحفاظ على المخزون المائي قبل فوات الأوان وإطلاق صفارات الانذار واستنجاد البطاطا بالقطا.
*البطاطا:
دلني أيها القطا على مورد ماء،على مستنقعات على حفر انفصلت أو فصلت بفعل فاعل أو بعامل الجفاف ،دلني على ما أضمن به استمراريتي وأؤمن مستقبلي حتى يحين حصاد غلتي أغثني أيها القطا قبل اشتداد الرمضاء
*القطا
من تكونين وماذا دهاك ؟!
*البطاطا
أنا البطاطا الحلوة فاكهة وخضــــــــــــــــــار
سقايتي يا أخـــوة مياه تجتمعت من أمطــــار
تجري من حولي بقوة مالهـــــــــــــــــــا قـــــرار
مالهـــا قرار
مالهــا قرار
مالهـــا قرار
*القطا
مياهك بمـــــده ستصبح سراب
آليات بكمنيــه كرفات سده تراب
فأنهار سد التراب
انهار سد التراب
انهار سد التراب !!!
*البطاطا
لماذا كل التحامل والتكاسل وغض الطرف سر معاناتي وتعاستي ؟ ألم يقطفوا ثماري يباهوا بي في الأسواق ؟
كنت أحلم في عيد ميلادي الثالث وفي احتفالية الذكرى الخامسة والخمسون لعيد الاستقلال المجيد أن ينقل حصادي ( إلى الوجه الآخر ) عبر جسر : الوفاء ،النضال ،الشهداء ، أركيبه ، لمسيلة ،رأس الفيل .جسر الأمير...(...)
هيهات لكنها أحلام الشتاء وجذوة شوق انطفأت في بقايا ماء سترجها مياه فبراير العظيم إن لم تتبخر قبل ذلك في السماء
*القطا
لست بأحسن منك حالا- عانيت مثلكم تماما من شح المياه – لقد بات من الصعوبة بمكان الحصول على رشفة ماء في ظل انحرافها عن مجراها الطبيعي واستنزاف ما استقر منها .بالكاد احصل على شربة ماء خلسة لأروي بها ظمئي من بين يدي المرابطون :الصيادون المحترفون والهواة المغامرون
شابت الأودية أم شاب القائمون على أمرها ؟ لقد شكلت لعقود بل مئات السينين أهم الروافد لمكون لمسيلة مما أضافا عليهارونقها وجمالها وألبسها حللها الزاهية فكان ذلك سر تنوعها وثرائها.
لقد ظلت لمسيلة معلما بارزا وحصنا منيعا رغم عاتيات الزمن .من منا لايتذكر طعم بلحها ومعسول رطبها ونعومة صمغها ورائحة أزهارها وتفتق نيلوفرها ؟ من منا لم تتخضب قدماه بطينها من منا لا يحن إلى مائها البارد ؟؟؟ لن تسرقوا منا مدرستنا لن تستطيعوا تكميم أفواهنا
التراد ولد الإمام.