تعتبر البرك المنشأة أو الاصطناعية ) من كمال وأساسيات المدن والأمصار ( في العصر الحديث أو الوسيط ) فقد لاقت قبول واستحسان جعل الشعراء يتغنون فيبها ويصورونها أحسن تصوير مثل ما فعل البحتري في وصف بركة الخليفة العبابي أابو الفضل جعفر المتوكل على الله حيث يقول فيها :
يامن رأى البركة الحسناء رؤيتها. ∆ والآنسات إذا لاحت مغانيها
بحسبها أنها في فضل رتبتها. ∆ تعد واحدة والبحر ثانيها
ما بال دجلة كالغير تنافسها ∆ في الحسن طورا وأطوارا تباهيها
تنصب فبها وفود الماء معجلة ،∆ كالخيل خارجة من حبل مجريها
كأنما الفضة البيضاء سائلة. ∆ من السبائك تجري في مجاريها
إذا علتها الصبا أبدت لها حبكا ∆ مثل الجواشن مصقولا حواشيها
فحاجب الشمس أحيانا يضاحكها ∆ وريق الغيث أحيانا يباكيها
إذا النجوم تراءت في جوانببها ∆ ليلا حسبت سماء ركبت فيها
لا يبلغ السمك المحصور غايتها ∆ لبعد ما بين قاصيها ودانيها
يمعن فيها بأوساط مجنحة ∆ كالطير تنقض في جو خوافيها
لهن صحن رحيب في أسافلها ∆ إذا انحططن ويهو في أعاليها
صور إلى صورة الدلفين يؤنسها ∆ منه انزواء بعينه يوازيها
محفوفة برياض لا تزال ترى ∆ ريش الطواويس تحكيه ويحكيها
ودكتين كمثل الشعريين غدت ∆ أحداهما بإزا الأخرى تساميها
إذا مساعي أمير المؤمنين بدت. ∆ للواصفين فلا وصف يدانيها
أكان هذا وصغ دقيق لبركة الخليفة العباسي المتوكل بالله فما ذا عن بركتنا نحن معاشر المتوكلون التي لم تكن ببفناء الأبنية والقصور وإنما هي على قارعة الطريق وبين أهم مرفقين عمومين (البلدية والولاية ) حيث باتت تلك البركة العميقة الملوثة للمنظر مصدر ازعاج وقلق لسالكي الطريق فلا إحدى الجهتين تدخلت لسبر أغورها ولا العاملون في بناء شبكة الطرق الحضرية التي لم تضح ملامحها بعد أفرغوا فيهاا حملولة شاحنة من الحجارة لانسيابية الحركة التي تعرف تعثرا بسبب تلك المسنقعات والحفر المنتشر في الطرقات والساحة العموميةالتي تشكل أهم واجة للمدينة وللأسف لا يبدوا في الأفق حلول آنيية أومبادر ة لحل المشكل